كما استكشفت تجربة البلوكتشين التي أجرتها الهيئة العامة للغذاء والدواء إصدار شهادات الحلال على شكل رموز غير قابلة للاستبدال.
مع تبني المزيد من الجهات الحكومية في الشرق الأوسط لحالات الاستخدام المختلفة لتكنولوجيا البلوكتشين، قامت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية (SFDA) بإجراء دراسة جديدة تندرج تحت إطار (إثبات المفهوم)، بهدف استخدام التكنولوجيا الناشئة لتتبع حركة المنتجات الزراعية، سعياً منها لمواكبة الركب.
فوفقاً لإعلانٍ صادرٍ في 12 أبريل، تعاونت الهيئة العامة للغذاء والدواء مع هيئة الحكومة الرقمية السعودية (DGA)، للقيام بتجربةٍ تمحورت حول تتبع المنتجات الزراعية من مصدرها ووصولاً إلى نقطة البيع. وقالت الهيئة أن هذه الفكرة ستوفر "شفافيةً كاملةً لجميع الأطراف المشاركة في سلاسل التوريد"، بما في ذلك المزارع والمسالخ وتجار التجزئة. وأضافت:
"من خلال تسجيل البيانات بطريقةٍ لامركزية، يمكن للمستهلك النهائي أن يشعر بالثقة تجاه رحلة المنتج، مما يضمن المزيد من الأمان والثبات في هذا المجال."
كما بحثت الهيئة العامة للغذاء والدواء إمكانية عرض شهادات الحلال الصادرة عن مركز الحلال السعودي، والتي تُثبت أن المنتجات تم تصنيعها وفقاً للشريعة الإسلامية، على شكل رموز غير قابلة للاستبدال (NFTs).
وأضاف الإعلان أن "هذه السجلات المتقدمة تعزز قيم الشفافية، والتي بدورها تزيد من مستوى الثقة بين الكيانات المشاركة بسلاسل التوريد والمستهلكين".
وأشار إلى أن هذا الحل سيساهم أيضاً في التحقق من حالة المنتجات الحلال وتعزيز الانضباط والشفافية بين الموزعين والموردين المحليين.
تكنولوجيا البلوكتشين وحلول سلاسل الإمداد
بلغت إيرادات سوق المواد الغذائية في السعودية 61.52 مليار دولار في عام 2023، وفقاً لبوابة بيانات السوق، Statista. ومن المتوقع أن يحقق السوق نمواً سنوياً بنسبة 4.13٪ خلال الفترة الممتدة ما بين 2023 و2027. ومع ذلك، أدت أوجه القصور في سلاسل الإمداد والتوريد إلى حدوث خسائر بنسبة 33.1٪ من إجمالي الأغذية المتاحة في المملكة في عام 2021، وفقاً لبيانات MDPI.
وقد أِشار المدافعون عن تكنولوجيا البلوكتشين إلى أن الصفات الأمنية المتأصلة في التكنولوجيا الناشئة وقدرتها على تسجيل المعلومات في بيانات دائمة ومقاومة للتلاعب من شأنها أن تعالج التحديات التي يواجهها قطاع سلاسل الإمداد الغذائية.
وقد انطلقت حالة الاستخدام المذكورة لتكنولوجيا البلوكتشين عندما أعلنت شركة Walmart العملاقة في عام 2017 عن دخولها في شراكة مع العديد من العلامات التجارية الأخرى، بما في ذلك Dole وNestlé وUnilever، بهدف تطوير تطبيقات مبنية على تكنولوجيا البلوكتشين لزيادة إمكانية تتبع المنتجات الغذائية.
وفي عام 2018، تمكنت الشركة من تتبع أكثر من 25 منتجاً قادماً من خمسة موردين مختلفين. وخلال العام نفسه، تم إطلاق مبادرة Walmart لتتبع الأغذية بهدف "زيادة شفافية النظام الغذائي وتعزيز القيم التي تقف خلف مبدأ"من المنتج إلى المستهلك""
وفي العام نفسه، أطلقت كارفور، الشركة الفرنسية المختصة في مجال البيع بالتجزئة، والتي تملك وجوداً كبيراً في الشرق الأوسط، مبادرةً جديدةً مبنيةً على تكنولوجيا البلوكتشين، بهدف تتبع السلع الزراعية وتوفير إمكانية الوصول المستهلكين إلى مجموعة من المعلومات الإضافية، عن طريق مسح رمز الاستجابة السريعة على المنتج.